في واقعة صادمة شهدتها العاصمة العراقية بغداد، عثرت مفارز الشرطة المجتمعية على فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً مدمنة على المخدرات، مما دفعها إلى الهروب من المنزل واللجوء إلى مهنة التسول بهدف الحصول على المال لشراء المواد المخدرة.
تفاصيل هذه الحادثة أعلنت عنها وزارة الداخلية العراقية، التي بينت أن الفتاة عثر عليها في قاطع البياع ببغداد، وكانت قد هربت من منزلها، وبعد انتقال مفارز الشرطة المجتمعية إلى منزل ذويها للتحقق من الأسباب التي دفعتها إلى الهروب، وما إذا كانت تتعرض للتعنيف الأسري، تبيّن أن الفتاة قد استدرجت من قبل أصدقاء السوء وأدمنت على المخدرات.
وأشارت وزارة الداخلية في بيان ، إلى أن الفتاة تم اصطحابها إلى مركز القناة للتأهيل الاجتماعي لعلاج الإدمان، وأجريت الفحوصات اللازمة لها، ومن ثم إدخالها المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وأكدت، أن الشرطة المجتمعية ستتابع حالة الفتاة بشكل مستمر خلال فترة رقودها في المستشفى، كما ستوفر لها الدعم المعنوي والرعاية الكاملة حتى اكتساب التعافي من هذه الآفة.
وفي السنوات الأخيرة، أظهرت البيانات الرسمية في العراق زيادة ملحوظة في تجارة وتعاطي المخدرات، وقد تمكنت الأجهزة الأمنية العراقية من ضبط كميات ضخمة من الحبوب المخدرة في العام الماضي، بلغت قيمتها نحو 144 مليون دولار.
ووفقاً لأحدث إحصائية صادرة عن وزارة الداخلية، تم القبض على نحو 10 آلاف شخص في العام الماضي، بتهم تتعلق بتعاطي المخدرات، فيما تمت محاكمة أكثر من 5 آلاف منهم.
كما كشفت الإحصائية عن نجاح الأجهزة الأمنية في تفكيك العديد من الشبكات الدولية المتورطة في تجارة المخدرات، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من تحول العراق إلى "محور رئيسي" لتهريب المخدرات.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية صدور أحكام بحق أكثر من 7 آلاف مدان بجرائم تتعلق بالاتجار والتعاطي والترويج للمخدرات في العام 2023، توزعت بين السجن المؤبد والإعدام وأحكام أخرى.
وكان يُنظر إلى العراق طوال عقود على أنه ممر لعبور المخدرات من أفغانستان وإيران إلى أوروبا ودول الخليج.
إلا أن البلد تحول إلى مستهلك رئيسي لمختلف أنواع المخدرات، منذ إطاحة النظام العراقي السابق عام 2003 على يد قوات دولية قادتها الولايات المتحدة، إذ شهدت البلاد نزاعات وأوضاع أمنية واقتصادية غير مستقرة.